سلام و مرحبا


أقوم المسالك، مدوّنتكم لما وراء الأخبار السّياسيّة و كلّ ما يهمّ الشّأن العام.

Friday, May 24, 2013

نجوت من الحادث و كدت أهلك حنقا بالمستشفى


أتمنّى  بداية و أدعو المولى أن لا يضطرّ أحدكم إلى ولوج غرفة الإستعجالي أصلا.
وأستسمحكم، قرّائي الأعزّاء، أن أشذّ عن إلتزامي بالكتابة حول الشّأن العامّ جزءا من مقالي هذا. فإنّى لم أعد أملك لأمري كتمانا و لا أضنّ ما مررت به أمرّ مما يمرّ به الأضعف و الأفقر من مواطنيّ المساكين. و ألج بكم بسرعة إلى  ملخّص روايتي و قد نزعت عنها الأسماء و التّواريخ محاولة منّي لتجنّب الشّخصنة، و أعدكم بتحرّي
الصّدق في نقل مجرياتها:
"قبل بضعة أيّام، و أمام المحطّة الرّئيسيّة للحافلات ببنزرت (محطّة تونس) فاجأتني سيّارة طائشة مسرعة و أنا على درّاجتي النّاريّة. و لم تكن ثوان إلّا وقد إرتطمت مؤخّرة رأسي بعنف على السّيارة، و أردفتني الدّراجة ضربة على ضربة بأن سقطت عند هبوطها على ذراعي الأيسر.  و بما أنّ ذلك كان أوّل عهدي بالحوادث (و آخرها إن شاء اللّه) فقد تحالمت ووقفت. و لا أصف لكم حجم الضّجيج و قد تجمّع المسافرون والسوّاق حواليّ في "حضبة" تونسيّة أصيلة. و لم أكن حقيقة أعي أو أرى الجمع. إلّا أنّني كنت مرتاعا  لإختفاء الدرّاجة مباشرة بعد الحادث.
و ماهي إلّا هنيهة أن أتت سيّارة الإسعاف و حملتني، غصبا عنّي، و بطلب من صاحب السّيارة. طلبت من مرافقي، عون الإسعاف، بعضا من ثلج أضعه على يدي علّ ألمي يكفّ و قصفته بأسئلة متوالية حول أعراض "النّزيف الدّاخلي" و عن "فرصي في النّجاة". فما كان منه إلّا أن ضحك و قهقه، ثمّ أجابني أنّ الحالة "متعبة" (أضطرّ لحذف العبارة الأصليّة إحتراما للقرّاء). و أنّ لا بأس أصابني و لا هو مناولني ثلجا و لا هو حتّى يملك ذلك. فسيّارة الإسعاف، لمن لم يجرّبها، عربة عاديّة يرقد المصاب بداخلها على فراش خشن و يجلس عون الإسعاف  بجانبه القرفصاء على أرضيّتها الحديديّة، و لا يوجد بداخلها أيّ أداوات أخرى و لا حتّى صندوق ثلج أو مسكّن ألم. و بعد نقاش لذيذ بدون تكلّف حول "أسباب تردّي الحالة" أصرّ مخاطبي خلاله على سباب الأساتذة لأنّهم "أكلوا البلاد و العباد" و لازالوا يضربون. و ربط مباشرة بين ذلك و ضروف عمله.  وصلنا إلى المستشفى بسرعة و قد أطربني صوت السّيارة و زاد في "بهتتي"رائحة البنزين المتسرّب.
 و يا ليتني أرشدت مرافقي إلى منزلي و يا ليتني لم أدخل ذلك المبنى، لعن اللّه كلّ متخلّف عن عمله. فغرفة الإستعجالي، لمن لم يجرّبه، مكان وسخ قذر. وجدت داخله الطّبيب و معاونه جالسين يتحادثان بكلّ تؤدة و تحضّر قلّ نظيره في تونس-الثورة. و مباشرة إصطحبني أحدهما إلى ركن، أرضيّته مفروشة ببساط جافّ من الدّم و بجانبه أدواة التّنظيف مهملة. و هنالك طبّبني بكلّ جفاء و غلضة. و لمّا عدت إلى سيادة الطّبيب أخبرني بأنّ لا بأس أصابني و بالحرف الواحد 'برّة روّح" بدون أن ينهض أو حتّى أن يكشف عن رأسي. و رأيت عجوزا مكسورة يداه يئنّ لأنّ الذّباب ألحّ في تلاعبه على أنفه و لم يكن لأنينه جواب عند "الإطار الطبيّ". أخذت بنصيحتي طبيبي و شكرة المولى أنّ يدي اليمنى على الأقل لا تزال تذوذ عنّي شرّ الحشرات من سكّان قسم الإستعجالي القارّين و "روّحت".
قصدت عندها مركز المرور، أين ضنّ شرطيّ بالباب بي الضّنون (ربّما تكون لحيتي المعفرّة و يدي المدمات و شبه عجزي عن المشي سببا خصوصا مع تزامن الأحداث مع إضطرابات مع "أنصار الشرّيعة") و أراد تفتيشي إلى أن أنفذني من بين يديه الرّئيس.
من الغد إكتملت فصول القصّة. فجدّتي إستوسطت لي حتّى ألج مركز التّصوير للكشف عن رأسي. و المعتدي صاحب السيّاة أتاني و قد زال عنه الخوف مهدّدا إيّاي و معلنا رفضه تعوضي. إلى أن علمت بأنّه مغادر تونس إلى السّعوديّة خلال يومين فأخبرته بأنّ وقتي طويل و لا أمانع في إعادته من المطار للتّحقيق في الحادثة. و عندها قلّ إستئساده و قبل تعويضي عن مصاريف الكشف "لا خوفا بل طمعا في الأجر" على حدّ قوله. و لا أنسى أن أنوّه ب"محمّد" الذّي أعاد لي درّاجتي و أعلمني أنّه أخفاها لأنّه "يعلم حرقة الأكسيدون و فقدان الدرّاجة للنّاهبين". و لمّا عدت اليوم مع السّاعة 3:30 إلى المستشفى لأسدّد ال90 دينارا و أبطل الإلتزام الذّي أجبرني "الطّبيب"(أو أحد أولائك النّاهرين للمرضى الجالسين محتسين القهوة في المستشفى). و لكنّ هيهاة، فالكلّ كان قد غادر و لا سبيل حتّى إلى دفع دنانير لم يرض جلّادي إلّا أن "أرجع غدوة" لتسديدها."
أستسمحكم مجدّدا أنّي أطلت. و أختم: المستشفى موجود و الآلات موجودة و الإطار الطبيّ موجود. و لكنّهم كاذبون و كاذبون و كاذبون. رأيت في أروقة المستشفى ضروبا من الأوساخ و أنا شاهد على أطبّاء يبرحون عملهم قبل 11:30 صباحا. كما شهدت ألوانا يحزن لها القلب من ألوان الإحتقار و الإهمال لكلّ مريض "زوّالي". و أوجّه ندائي إلى "الإطار الطبيّ": ألا تخجلون؟ أليست فيكم بقيّة من آدميّة؟ أعان اللّه من كان مثلي مضطرّا إلى ولوج المستشفيات العموميّة عليكم. و قد فقدت الأمل كلّه في صلاحكم و أدعوا لكلّ زوّاليّ بأن يرزقه الربّ و يرزقني ما يكفيه و يكفيني مشقّة التعامل معكم. والحمد لمن رزقني الصحّة و العافية. 

Friday, May 17, 2013

The Way it looks and sounds to a Biker in Tunisia

تونس و إسرائيل: نحو عناق الملاكم.


منذ بدايته سنة 48 لم يفتأ الصّراع مع إسرائيل يكون محوريّا و مشكّلا (بكسر الكاف) للهويّة الإسلاميّة عموما و لشخصيّة الدوّل أو بالأحرى المجموعة البشريّة النّاطقة بلغة الضّاد خصوصا.و لا داعي هنا إلى تعديد وجوه القدسيّة الدّينيّة و الفولكلور البطولي لتاريخ مقاومة الكيان الصّهيوني لبيان التّأثير الجبّار لهذا الصّراع التحرريّ على العقل الإسلامو-عربيّ.
بل الأحرى بنا، في إطار "تونسيّتنا"، بيان الخيارات الأساسيّة لقطرنا لتجاوز التّيه المبدئيّ في تعامل الدّولة الرسمي مع الكيان الإسرائيل. و الإشكال الجوهريّ في رأيي هو غياب، بل تغييب، الصّراحة في طقس جماعيّ غريب ننخرط فيه جلّنا لمّا نتحدّث عن إسرائيل: معارضة و موالات، الكلّ ينشد بعنتريّة جاهليّة نشيد دعم الكفاح الفلسطيني و مقاطعة إسرائيل و في المقابل تجريما للعمل المسلّح أو ما يوصم بالجهاديّة و تناسيا متعمّدا لضآلة هذا الدّعم "المنافق" إن وجد في سياق تعقيدات الصّراع و لاعبيه الكبار. فدور تونس لا يقارن مثلا بدور الولايات المتحّدة و إيران و موسكو و بالطّبع الدّول التي تتقاسم حدودا مع إسرائيل و تقيم معها علاقات "طبيعيّة" وهي أساسا الأردن و مصر و إلى حدّ ما سوريا.إنّ الواقع المعاش يثبت حقيقة تمكّن إسرائيل لعوامل عدّة من التفوّق النسبيّ على محيطها سياسيّا و إقتصاديّا و تكنلوجيّا و الأهم من ذلك أحيانا عسكريّا.وإنهاء الصّراع مع إسرائيل،أي إسترجاع كامل الأرض والحقوق دون نقصان، يستدعي التفوّق عليها في كلّ هذه جميعا و غيرها كما يستدعي حسما عسكريّا في إطار حربيّ مفتوح.
 إذا لو أردنا أن ندقّ طبول "الممانعة" و "تجريم التّطبيع دستوريّا" في تونس يجب علينا النّظر موضوعيّا إلى بعض المؤشّرات:فإسرائيل في المرتبة 17 من مؤشّر التنمية البشريّة للأمم المتحدة في حين تأتي تونس في المرتبة 94 لعام 2011. و هذا المؤشّر يضمّ عدّة مكوّنات كالتّعليم و الصحّة و النّاتج الوطنيّ الخام للفرد حيث يقدّر الإسرائيلي ب 849 25 دولار و نضيره التّونسيّ ب281 7 دولار فقط**. إذا، موضوعيّا لا مجال للمقارنة بين مستوى التّنمية أو الأداء الإقتصادي بين تونس و إسرائيل بتاتا. و في حال أضفنا المستوى العسكري و بُعدَنا الجغرافي يتضّح لنا سخافة كلّ الجعجعة و المزايدة الجوفاء ضدّ إسرائيل واستحالة مساهمتنا حتّى في دعم نموذج المقاومة الحالي على المستوى الرّسمي (أي كدولة).
 و لكنّ القضيّة الفلسطينيّة بالنسبة لتونس لا يمكن أن تختزل في هذه المؤشّرات الإقتصاديّة للإعتبارات الآنفة الذّكر حول البعد المبدئيّ و الدّيني و الحضاري للصّراع. فالهويّة التّونسيّة لا تأبى إلّا أن تؤديّ إلى توافقنا العريض حول هدف بل واجب المساهمة في تحرير الأرض المحتلّة المقدّسة. لكن كيف بنا الوصول إلى ذلك الهدف المنشود و الحال كما تقدّم في البون بيننا و إسرائيل؟ هنا تأتي الأهميّة القصوى لإلقاء الشعارات التّافهة جانبا و بناء إستراتيجيّة حقيقيّة لإدارة الصّراع:لقد أثبتت الدّبلوماسيّة التركيّة خصوصا و ربّما القطريّة إلى حدّ ما، أنّ التّعامل مع إسرائيل على أسس النديّة و المصالح يؤدّي إلى تأثير أكبر و مجهود مؤثّر في الحدّ من الإنتهاكات الحقوقيّة في حقّ الفلسطينيّين على الأقلّ. و قد تمكّنت هذه الدّولتان عبر هذه العلاقات من توصيل الدّعم المباشر إلى فلسطين و تدعيم صمود الجماهير. كما أنّ أسلوب العصى و الجزرة أثبت أنّ عصى "قطع العلاقات" ناجعة في ثني المحتلّ أو تكبيده خسائر كبيرة في حال عدم تجاوبه وكلّنا نذكر تأثير الهجوم على مرمرة.
 إنّ الكيان الصّهيوني يشعر بالخطر دائما و هو في حالة بحث دؤوب عن علاقات جديدة و ليس مستعدّا لخسارتها بسهولة. و هو مستعدّ لتقديم مقابل سخيّ في مقابلها. و من قبيل المقابل، يمكن لتونس أن تفتح مقارّا للفصائل المقاومة و الغزّاويّة النّشاط خصوصا، ممّا يفتح بوتقة كبيرة في جدار الحصار و يفتح على المقاومين بابا للحوار مع العالم من تونس.
 إنّي أرى أنّ مساهمة تونس في دفع قاطرة التحرير في فلسطين ستكون معتبرة في حالة قيام علاقة مصالح، و إحدى أعلى مصلحنا هي تحرير فلسطين كما قلنا، و التمكّن من خلالها في التّأثير المباشر و الفعّال في الكيان الصّهيوني و ليس الهدف هي المقاطعة في حدّ ذاتها. إنّ التوّاصل في تجاهل هذه الحقيقة و الإحتماء الجبان بشعارات الممانعة و الإمتناع عن شرب الكوكة و النسكافي ما هو إلّا فصل آخر من فصول الكسل و الخمول الجماعيّ و محاولة التهرّب من التحدّيات الحقيقيّة للسياسة الخارجيّة التونسيّة. كفانا جهادا لإسرائيل من مقاعد مقهى المرجان و هلمّ إلى الواقع نتلمّسه لا ليوقلبنا بل لنأثّر فيه بجديّة.
و بعد بيان و عرض ما سلف أدعو إلى مراجعة جديّة و لإيجاد أوّل سياسة تونسيّة حقيقيّة لإدارة القضيّة الفلسطينيّة منذ الإسقلال

** يمكنكم الإطلاع على تقير الأمم المتحدّة للتنمية كاملا و بالعربيّة على هذا الرّابط:

Friday, May 10, 2013

التوحيد في الفكر السلفي: تحليل تقسيم إبن تيميّة


في الفكر السلفي (تبنّي تقسيم ابن تيمية للتوحيد) أقسام التوحيد ثلاثة: توحيد الإلهية ، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وإذا عرفها المؤمن ولو ما عرف الأقسام، إذا كان قد وحد الله ،وآمن بأن الله ربه، وإلهه ، ومعبوده الحق، وأنه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى، لا شبيه له، ولا كفؤ له ، كفى، ولو لم يعرف الأقسام، لكن إذا عرفها يكون من العلم الطيب. فالقسم الأول توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون ، وهو أن يؤمن العبد بأن الله هو الخلاق الرزاق ، وهو الذي خلق الجميع، وهو الخلاق العليم خلق الأرض وخلق السماء، وخلق الجن، وخلق بني آدم، وخلق كل شيء ؛ كما قال سبحانه: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ [(62) سورة الزمر]. وقد أقر بهذا المشركون، قال تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [(87) سورة الزخرف]. وقال تعالى: قُلْ يعني قل للمشركين - مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ [(31) سورة يونس]. - يعني يعترفون بأن ربهم الله هو الخلاق الرزاق المحي المميت الذي يرزقهم - سبحانه وتعالى-، وهو الذي يدبر الأمور، هذا أقروا به ، ولكن لم يدخلهم في الإسلام ؛ لأنهم لم يأتوا بالتوحيد الثاني ، وهو توحيد العبادة، وهو تخصيص الله بالعبادة الذي هو معنى: "لا إله إلا الله"، ومعناها: لا معبود حق إلا الله، وهذا معنى قوله سبحانه في سورة الحج: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [(62) سورة الحـج. وهذا يسمى توحيد الإلهية ، وهو معنى لا إله إلا الله، وهو الذي أنكره المشركون ، وجالدوا دونه ، وقاتلوا ، وجاءت به الرسل، ودعت إليه الرسل، قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [(36) سورة النحل]. وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [(25) سورة الأنبياء].. والتوحيد الثالث : توحيد الأسماء والصفات ، وهو الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله عن أسمائه وصفاته ، لابد من الإيمان بذلك، وأنه سبحانه له الأسماء الحسنى وله الصفات العلى، لا شبيه له ولا كفؤ له ، ولا ند له؛ كما قال عز وجل: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [(180) سورة الأعراف]. وقال سبحانه: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [(1) سورة الفاتحة]. هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [(23) (24) سورة الحشر]. لابد من الإيمان بهذه الأسماء ومعانيها ، فله الأسماء الحسنى ، وله معانيها ، هو ذو الرحمة ، ذو العلم ، ذو القدرة ، ذو العزة ، ذو الحلم، الأسماء لها معاني، فالرحمن معناها الرحمة، والإله معناه أنه إله الخلق ومعبودهم ، والعزيز معناه العزيز الذي لا يغالب ، بل قد غلب كل شيء، والرحيم الذي له الرحمة الواسعة - سبحانه وتعالى - ، والحكيم له الحكمة، لا يفعل شيئا عبثا ولا سدى ، بل كل شيء عن حكمة، ليس عبثا، وهكذا هو العليم الذي يعلم كل شيء ، ولا يخفى عليه شيء - سبحانه وتعالى - إلى غير ذلك ، هذه أقسام التوحيد الثلاثة.


الردّ: 
قولهم : ( إن التوحيد ينقسم إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية ) تقسيم غير معروف لأحد قبل ابن تيمية ، وغير معقول أيضا كما ستعرفه ، وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد دخل في الإسلام : إن هناك توحيدين وإنك لا تكون مسلما حتى توحد توحيد الألوهية ، ولا أشار إلى ذلك بكلمة واحدة ، ولا سُمِع ذلك عن أحد من السلف الذين يتبجحون باتباعهم في كل شيء ، ولا معنى لهذا التقسيم ، فإن الإله الحق هو الرب الحق ، والإله الباطل هو الرب الباطل ، ولا يستحق العبادة والتأليه إلا من كان ربا ، ولا معنى لأن نعبد من لا نعتقد فيه أنه رب ينفع ويضر ، فهذا مرتب على ذلك كما قال تعالى : ( رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سمياً) .فرتب العبادة على الربوبية ، فإننا إذا لم نعتقد أنه رب ينفع ويضر فلا معنى لأن نعبده ـ كما قلنا ـ ويقول تعالى : ( ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ) يشير إلى أنه لا ينبغي السجود إلا لمن ثبت اقتداره التام ، ولا معنى لأن نسجد لغيره ، هذا هو المعقول ، ويدل عليه القرآن والسنة .أما القرآن فقد قال : ( ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا ) ، فصرح بتعدد الأرباب عندهم ، وعلى الرغم من تصريح القرآن بأنهم جعلوا الملائكة أربابا يقول ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب : إنهم موحدون توحيد الربوبية وليس عندهم إلا رب واحد وإنما أشركوا في توحيد الألوهية !! ويقول يوسف عليه السلام لصاحبي السجن وهو يدعوهما إلى التوحيد : ( أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ) ، ويقول الله تعالى أيضا : (وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي) ، وأما هم فلم يجعلوه ربا .ومثل ذلك قوله تعالى : ( لكنا هو الله ربي ) خطابا لمن أنكر ربوبيته تعالى ، وانظر إلى قولهم يوم القيامة : ( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ) ، أي في جعلكم أربابا ـ كما هو ظاهر ـ وانظر إلى قوله تعالى : ( وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا .. ) ، فهل ترى صاحب هذا الكلام موحدا أو معترفا ؟!.ثم انظر إلى قوله تعالى : ( وهم يجادلون في الله ) ، إلى غير ذلك وهو كثير فإذا ليس عند هؤلاء الكفار توحيد الربوبية ـ كما قال ابن تيمية ـ ، وما كان يوسف عليه السلام يدعوهم إلا إلى توحيد الربوبية ، لأنه ليس هناك شيء يسمى توحيد الربوبية وشيء آخر يسمى توحيد الألوهية عند يوسف عليه السلام ،..ومن ذلك قوله تعالى : ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) ، فإنه إله في الأرض ولو لم يكن فيها من يعبده كما في آخر الزمان ، فإن قالوا : إنه معبود فيها أي مستحق للعبادة ، قلنا : إذن لا فرق بين الإله والرب ، فإن المستحق للعبادة هو الرب لا غير ، [و]ما كانت محاورة فرعون لموسى عليه الصلاة والسلام إلا في الربوبية وقد قال : ( أنا ربكم الأعلى ) ثم قال : ( لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ) وأما السنة فسؤال الملكين للميت عن ربه لا عن إلهه ، لأنهم لا يفرقون بين الرب والإله ، ، وكان الواجب على مذهب هؤلاء أن يقولوا للميت : من إلهك لا من ربك !! أو يسألوه عن هذا وذاك .وأماقوله : ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ) ، فهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم إجابة لحكم الوقت مضطرين لذلك بالحجج القاطعات والآيات البينات ، ولعلهم نطقوا بما لا يكاد يستقر في قلوبهم أو يصل إلى نفوسهم ، بدليل أنهم يقرنون ذلك القول بما يدل على كذبهم ، وأنهم ينسبون الضر والنفع إلى غيره ، وبدليل أنهم يجهلون الله تمام الجهل ويقدمون غيره عليه حتى في صغائر الأمور ، وإن شئت فانظر إلى قولهم لهود عليه الصلاة والسلام : ( إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ) فكيف يقال: إنهم معتقدون أن الأصنام لا تضر ولا تنفع إلى آخر ما يقول؟!.ثم انظر بعد "قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين ( 9 ) وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ( 10 ) ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين" هنا إقرار بكفرهم و بعد هذا كله : إنهم موحدون توحيد الربوبية ، وإن الرسل لم يقاتلوهم إلا على توحيد الألوهية الذي لم يكفروا إلا بتركه مع أنهم كذبوا الأنبياء وردوا ما أنزل عليهم واستحلوا المحرمات وأنكروا البعث واليوم الآخر وزعموا أن لله صاحبة وولدا وأن الملائكة بنات الله ( ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون) ، وذلك كله لم يقاتلهم عليه الرسل ـ في رأي هؤلاء ـ وإنما قاتلوهم على عدم توحيد الألوهية ـ كما يزعمون ـ وهم بعد ذلك مثل المسلمين سواء بسواء !! أو المسلمون أكفر منهم في رأي ابن عبدالوهاب!!.
أخوكم المقصر أبو جهآد (مساهم بأقوم المسالك) 

لولا ضياع ال10 دنانير للطّباعة لإحتفلت بعيد الشغّالين كما يجب


إتّحاد عملت العار by Mohamed Firas Arfaoui

Thursday, May 9, 2013

أنصار بشّار ببنزرت يعتدون على مراسل "خوانجي" و الفوضى تعمّ. بالفيديو و الصّور

07/05/2013












نظّمت الوجوه اليساريّة و القوميّة المعروفة ببنزرت وقفة إحتجاجيّة  على الغارة الإسرائيليّة على سوريا، أمام البلديّة. و قد رفعت شعارات مؤيّدة لبشّار و تمّ الهتاف بوصف أمير قطر بالجبان و رفع لافتات تتهم "الإخوان بالمشاركة بالعدوان". كما تمّ رفع علم بشّار و تحدّث "عمّ الطّاهر" مطوّلا حول كون الثّورة السّوريّة مؤامرة أمريكيّة من مخلّفات تفرّدها بالنّظام العالميّ بعد إنهيار الإتحاد السّوفياتي. 
و أثناء القيام بمهمّة إيصال صوة المحتجّين القلائل إلى الرّأي العام، تمّ الإعتداء عليّ شخصيّا بضرب آلة التّصوير و دفعي إلى الجانب بقوّة من طرف أشخاص مشبوهين بدعم و مؤازرة من بعض الوجوه القائدة للوقفة. و ذلك لإتّهاميّ بأنّني "خوانجي" و لأنّ الأسئلة لم تعجب الحضور.


 و في هذا الأطار أشيد بحماية كلّ سكّان الحديقة من الفقراء لي كما أشكر شابّا يبدو عليه مظهر الإلتزام المشاركة في حمايتي و مواصلة تمتّعي بحقّي كمواطن في بلد الثّورة. كما أنفي أيّ صلة مباشرة بالإخوة الذّين أتوا إلى عين المكان غيرة على حرمة الفضاء العموميّ من الإحتكار و قد إضطررت للمغادرة و لم أتمكّن من مشاهدة نهاية الوقعة. و لكنّ مصادري داخل حزب البعث أبلغتني أنّ التّشنّج أدّى بالوقفة إلى الإنهيار في مشهد عنيف مؤلم. 
و لإن كنت أشيد بكلّ الرّفاق و الإخوة المتدخّلين السّياسيّن أن يكونوا أوّل من يحمي الفضاء العموميّ من مغبّة القمع سواء كان بوليسيّا أو شعبيّا. 
كما أهيب بأعوان الأمن أن يحموا من يبدوا عليهم الإلتزام الدينيّ مظهريّا من إرهاب مجموعات يساريّة معزولة.