سلام و مرحبا


أقوم المسالك، مدوّنتكم لما وراء الأخبار السّياسيّة و كلّ ما يهمّ الشّأن العام.
Showing posts with label بورما. Show all posts
Showing posts with label بورما. Show all posts

Thursday, July 19, 2012

لا لوحشيّة الإنسان


خارطة بورما

ليس منّا من لم يغزو أو لم يحدّث نفسه بالغزو و أنا في هذه اللّحظة مجبر على أن أحدّث نفسي و أحدّثكم 
،قرّائي الأعزّاء، بالغزو. كيف لا و قد طالعت في صحيفة نيويورك تايمز مقالا للصّحفيّة مشاهدة سلطانة تذكر فيه ما يتعرّض له مسلمو الرّوهينغا في ميانمار (بورما) من قتل و تهجير و تعذيب. إنّه التّطهير العرقيّ في أبشع مظاهره فالآلاف من النّساء و الأطفال و الشّيوخ يحاولون الهروب إلى بنغلاديش فتطلق عليهم مروحيّات الدّولة الملتحقة حديثا "بنادي الديّمقراطيّة" الدولي نيرانها، فتقتل منهم و يموت النّاجون من فرط الجوع. يحدث كلّ هذا في ميانمار تحت أنزار السيّدة "أونغ سان سوتشي" و التّي تسلّمت جائزة نوبل للسّلام لعام 1991. و الجدي بالذّكر أنّها الآن عضوة بالبرلمان و لكنّها لا تزال تلتزم الصّمت حول المجازر المرتكبة ضدّ الرّوهينغا.
و هنا أريد أن أوجّه رسائل متعدّدة لعلّ أوّلها إلى ضمير الإنسانيّة الذّي ينبغي أن يفعّل ما توصّل إليه العقل البشريّ من المعاهدات الدوليّة المناهضة و المحرمّة لكلّ أشكار التّطهير العرقيّ و الحامية للمساوات بين البشر. فما يحدث في بورما يمسّ الإنسان في إنسانيّته التّي يجب أن يستبسل في الدّفاع عنها وتثبيتها.
أمّا الرّسالة الثّانية فهي موجّهة أساسا إلى أدعياء الدّيمقراطيّة و أنصار السّلام و خاصّة إبنة ميانما "أونغ سان سوشي" الحائزة على جائزة نوبل للسّلام. فأقول لها و لمن منحها هذه الجائزة أنّكم جميعا شركاء في ما يحدث للرّوهينغا في ميانمار من تطهير عرقيّ ما لم ترفعوا أصواتكم عالية و تحرّكوا كلّ دوائر القرار في العالم لإيقاف هذه الجريمة ضدّ الإنسانيّة و المستمرّة بميانمار كأبشع ما يمكن أن يقتفه الإنسان ضدّ أخيه الإنسان.
أمّا الرّسالة الثّالثة فهي موجّهة إلى الأمّة الإسلاميّة قاطبة فأقول لهم أن حدّثوا أنفسكم بالغزو و أكثروا من الدّعاء لإخوانكم في بورما فهم في أمسّ الحاجة لكم و لكلّ إخوانهم في جميع أنحاء العالم.

أمّا فطريّا فإنّي أحثّ الجميع على المستوى الشّعبيّ و الرسميّ على ممارسة الضّغط على دوائر القرار السّياسيّ إقليميّا و دوليّا لإنقاذ إخواننا في الإنسانيّة من  الروهينغا البورميّين. كما أدعو الجماهير في تونس إلى تنظيم تحرّكات لإبلاغ صرخة الإنسان العالية ضدّ التّطهير العرقيّ و هو أمر ليس على ثوّار تونس بعزيز. فلا نجاح لثورتنا في بعد من أبعادها بدون الإنحياز إلى خلاص هموم الإنسانيّة و مآسيها بدون شروط مسبقة.